التنويم المغناطيسي !
سنتكلم اليوم عن موضوع شيق للغاية، وهو ما يطلق عليه البعض: (التنويم المغناطيسي)
من ممارسات البرمجة اللغوية العصبية هناك ما يسمى التنويم الإيحائي أو (التنويم على طريقة إريكسون).
عرفنا في حلقة سابقة أن مؤسسي البرمجة اللغوية العصبية, درسوا طريقة د."ميلتون إريكسون" أسطورة التنويم الإيحائي في ذلك الوقت.. لذلك فقد درسوا بعناية موضوع التنويم الإيحائي.
وهو ما سنتكلم عنه اليوم.
التنويم الإيحائي
يحدث لي هذا الموقف كثيراً.
يأتيني أحد القراء أو المتابعين لأعمالي, ويقول لي في تحدٍّ:
- تعرف تنيمني مغناطيسي؟
في الحقيقة إن الموضوع ليس كما يعتقد الناس، وكما يحدث في الأفلام والقصص.. أن يتجه المنوّم المغناطيسي (ذو النظرة الثاقبة) لينظر في عين أي شخص ويقول له:
- نااااااام
فينام هذا الشخص فوراً.. ويقوم بكل ما يأمره به المنوم!
الموضوع ليس على هذا النحو..
التنويم الإيحائي هو طريقة للاسترخاء والتأمل.. يجب أن تبذل أنت مجهوداً كي تسترخي.. أنت من يريد أن يسترخي، وأن يريح ذهنه.
يجب أن تدع المنوِّم ينومك.. لو لم تكن تريد الاسترخاء فلن تفعل!
في التنويم الإيحائي يسترخي الشخص, ويرى كل ما يطلب منه المنوّم أن يراه في ذهنه؛ كي تأتي هذه الطريقة بجدواها.
ما هي الجدوى من التنويم الإيحائي؟
استخدامات التنويم الإيحائي
قلنا من قبل إنه يوجد عقل واعٍ وآخر لا واعٍ..
وقلنا إن العقل اللاواعي لا يفرق بين الحقيقة والخيال.. فلو أغمضت عينك، وتذكرت موقفاً سعيداً, ستشعر بالسعادة.. ربما لم تكن في موقف يجعلك سعيداً, لكن حين تخيلت ذلك, لم يفرق عقلك اللاواعي بين الصورة الحقيقية والصورة الخيالية.. وأشعرك فعلاً بالسعادة!
في التنويم الإيحائي, سنتخيل صوراً ذهنية كثيرة.. كي يتفاعل معها العقل اللاواعي.
استُخْدِمت هذه الطريقة على نطاق واسع..
ففي الخارج تستخدم عيادات (التنويم الإيحائي) بكثرة.. فهناك عيادات متخصصة -مثلاً- في إيقاف التدخين باستخدام التنويم الإيحائي! أو عيادة للتخسيس تستخدم التنويم الإيحائي, وهكذا.
كما استخدم التنويم الإيحائي في علاج الخوف المَرَضي (كما سنرى في الفيديو بعد قليل) كالخوف من المرتفعات أو الخوف من الأماكن المغلقة.
حسناً.. بدلاً من أن نتكلم عن التنويم الإيحائي, دعونا نمارس التنويم الإيحائي بأنفسنا.
حدد إذن صفة تتمنى أن تكون لديك..
واعرف معي طريقة اكتسابها.
مولد السلوك الجديد
New Behavior Generator
هذه الطريقة في البرمجة اللغوية العصبية مصممة؛ كي تساعدك على التغيير.. وأن تكتسب صفة كنت تتمنى أن تكون لديك.
في مكان هادئ لا يزعجك فيه أحد..
مارس طقوس التأمل التي قلتها لكم من قبل..
لو لم تكن قد قرأت هذه الحلقة, ما عليك إلا أن تقوم بالتالي:
ركّز في نقطة واحدة أمامك.. لا تفكر في شيء، واجعل ذهنك صافياً.. لا تركز إلا في تنفسك البطيء.. البطيء..
أغمض عينك حين تريد ذلك.. ركّز في تنفسك البطيء، وأنت تنظر إلى نقطة ما في ذهنك..
تخيل أنك على سحابة تطير بك..
لاحظ استرخاء يدك اليمنى.. اشعر باسترخائها تماماً..
تخيل الاسترخاء وهو يمتد إلى كل أجزاء جسمك..
أنت مسترخٍ تماما.
ترى أمامك مثلك الأعلى, وهو يقوم بتصرف فيه الصفة المراد اكتسابها.. تخيل مدى قوته وثقته وهو في هذا الموقف.
تخيل أنك تراه من خلف حائط زجاجي شفّاف يفصلك عن هذا الموقف..
تخيل أن جزءًا منك يخرج منك وأنت جالس في مكانك.. يحوم في الهواء, ويخترق الحائط الزجاجي نحو مثلك الأعلى.
تخيل هذا الجزء يندمج مع المثل الأعلى.. يمارس ما يمارسه ويشعر بكل ما يشعر به.. تخيل هذا الجزء وهو يحل محل هذا المثل الأعلى ويتصرف مثله.
من مكانك خلف الحائط الزجاجي.. قم بالتعديلات في هذا الجزء؛ كي تكون مستريحاً تماماً لأدائه.
تخيل هذا الجزء يخرج من هذه الصورة, ويخترق الحائط الزجاجي عائداً إليك.
اشعر باندماج هذا الجزء معك.. اندمج بكل ما تَعَلّمه هذا الجزء في رحلته, واشعر به يندمج معك.
تخيلْ صورة في المستقبل.. فيها ذاتك الجديدة في موقف ما, وتمارس نفس الصفة التي كنت تريدها.
لاحظ أداءك ومدى تغيره في هذه اللحظة.
تركز في تنفسك..
تعود مرة أخرى إلى الوعي بعد انتهاء الرحلة..
افتح عينيك..
رحلة سعيدة!
الممارسة
دور المنوم الإيحائي هو أنه يساعدك على إجراء خطوات كهذه.
هذه الطريقة (والطرق الأخرى للتنويم الإيحائي) قد يرى البعض أنها غير مجدية.. لكن يكفي أن تعلم أن أبطال الرياضة العالميين يمارسون هذه التدريبات الذهنية بانتظام، وأنها تعطي نتائج مذهلة.. هل رأيت "أندريا أجاسي" قبل المباراة؟ إنه يغمض عينه، ويقوم بأداء الطريقة التي علمها له "أنتوني روبنز"!
يكفي أن أقول إن نجم الحلقة القادمة (استضفت لكم شخصية رائعة ستعرفونها الحلقة القادمة)، قال: إنه يمارس التنويم الإيحائي؛ كي يستطيع تحقيق المعجزة.. وحققها بالفعل!
هذه الطريقة تجدي.. يكفي أن تطلق لخيالك العنان، ولا تصرّ على عدم جدواها؛ كي تستطيع تجربة هذا الموضوع.
قلت لكم إن التنويم الإيحائي قد يستخدم في علاج الخوف المَرَضي..
تأملوا معي إذن هذا الفيديو الرائع لـ"ريتشارد باندلر" أحد مؤسسي البرمجة اللغوية العصبية شخصيّاً.. وهو يساعد سيدة عندها خوف من الأماكن المغلقة.
عرفنا معاً موضوع التنويم المغناطيسي.. وعرفنا طريقته.. أريد معرفة ما أفادتكم به..