قدرات إقصائية !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خالد الشريدة
أصبحت نتائج خريجي الثانوية لغزاً عميقاً يصعب فهمه في ظل عدم حصول كثير من المتفوقين على فرص الدخول إلى الكليات الجامعية التي يطمحون لها، ولم تعد نسب عالية تتجاوز الـ 90 % كافية كمؤهل أكاديمي للالتحاق بكليات مرموقة مثل الطب والصيدلة، وسابقا كنّا نسمع عن دور إقصائي للواسطة في إدخال أصحاب النسب المتدنية، وشغر الفرص على حساب من أحرزوا نسباً عالية، ولكن الآن أصبحنا أمام معضلة منهجية في اختيار وقبول الطلاب لدخول الجامعات.
لم تعد الشهادات العالية معياراً يمتع الطلاب بدخول الكليات التي يرغبونها، رغم أن الرغبة هي المعيار الأساسي في جامعات الغرب المتطورة، إذ مع هذه الرغبة يمكن للطالب أن يؤدي أكاديميا بصورة تتوافق مع قدراته وإمكانياته فينجح ويتفوق، ولكننا لا نلقي أهمية عليها، وحلّ بديلا عنها اختبارات القدرات والتحصيلي التي تعتبر بمثابة منهج متعسّف وتعجيزي، إذ لا معنى لأن يخضع طالب متفوق وحاصل على أكثر من 90 % لاختبار يسأله في معلومات عامة عن معرفته بجزر واق الواق، فيما هو مشدود لكلية الطب أو الصيدلة أو الهندسة.
هذا المنهج المتعسف أقصى كثيرا من الناجحين وردّ إليهم تفوقهم فشلا وإحباطا، قد يلقي بكثير منهم في أحضان الفاقد التربوي، وكم قرأنا عن طلاب انتحروا لأنهم تفوقوا ولم يجدوا فرصهم في الالتحاق بالكليات التي اجتهدوا وتعبوا من أجل دخولها والدراسة فيما يرغبون، وحتى مع هذا المنهج فإن نسبة التسرّب الأكاديمي بعد الالتحاق بالجامعات في ارتفاع مستمر بحسب ما صرّح به مؤخرا مسئول بالتعليم العالي، ولذلك فإن وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي صرح قبل أيام بأن نسبة90% من خريجي الثانوية سوف يجدون لهم مقاعد في الجامعات مطالب بأن يترجم الأقوال إلى أفعال تستوعب هؤلاء الطلاب ورغباتهم، وتنتشلهم من إحباط اختبارات القدرات التي لا تتوافق مع طموحاتهم ولا تكتشف قدراتهم بصورة مناسبة حتى لا نحرم أبناءنا وإخواننا من الدراسة الجامعية.
منقول