احتفلوا، رادوي لن يبقى في الملاعب السعودية، ربما هذا اجمل عنوان سيتلقفه البعض خصوصا الذين عملوا على ابعاد لاعب الوسط الروماني رادوي بأي طريقة كانت، لقد نجح مخططهم، واثمرت مساعيهم، وتحقق لهم ما ارادوا، اشبعووه ضربا من فوق الحزام وتحته، تدخلوا في خصوصياته، حاربوه، شوهوا سمعته، تركوا انديتهم تغرق في بحر الاخفاقات وانشغلوا به، ينامون على الحديث عنه، ويصحون على المطالبة بإيقافه، ويتناولون الاكل على سفرة المناداة بشطبه.
اطمئنوا ياهؤلاء الروماني لن يعود الى الملاعب السعودية مرة اخرى، احتفلوا مثلما احتلفوا اصحاب "الحظ غير السعيد" بطرده وانذاره وايقافه، اعتبروا رحيله رقما جديدا في بطولات انديتكم التي لم تستطع الفوز في الملاعب فوجدت ان الذهاب الى اللجان والمكاتب والتحريض وتحرير الشكاوي هو الحل الانسب لإخماد نيران الاخفاقات وايقاف عربة تقدم الناجحين، رحيل رادوي وان اثرى الملاعب السعودية وقدم رسالة للنجم المقاتل فهو بطولة في عرف "اصحاب الحظ التعيس" الذين لم يهنأ لهم بال الى ان تأكدوا من رحيله برغبته بعد شن انواع الحروب ضده عبر الاعلام وفي الملاعب بطولة كبرى تعادل ما حققته فرقهم من انجازات.
حتى الحريات الشخصيات تدخلتم بها وحاولتم تحريض الرأي العام ضده، لم تعكسوا روح الانسان المتسامح الذي يحترم الاخرين ويحببهم في سلوكياته وتعاملاته والدعوة الى الحياة الخالية من المنغصات وسط الاخرين بمحبة وسلام ولكنهم عكسوا سمعة غير جيدة عن الانسان السعودي وصوروه وكأنه لا يؤمن بحريات الشخص الاخر دون الماس بمعتقداته ولا تسيء للاخرين ولا تمس كرامتهم وانسانيتهم، قرر رادوي الرحيل وسيحمل معه ذكريات غير جيدة عن بعض تجاربه وتعاملاته مع الجماهير والاعلام وبعض الاندية وبعض الاشخاص، لماذا..؟ لأنهم نتيجة الحقد والتعصب وعدم احترام الطرف الاخر والنادي المنافس كرسوا جهدهم ووقتهم لمحاربته، بدلا من نقل صورة مشرفة عن المجتمع الرياضي المتحضر الذي ينصب جل اهتمامه على تطوير نفسه والارتقاء برياضته، المنافسون يتجهون الى المنصات و"محاربو رادوي" يتجهون الى اللجان والمكاتب لتسجيل بكائياتهم والنياح على ضياع الاخلاق، بينما لو جئنا الى الحقيقة وتفتشنا في اوراق لوجدنا ان تجاوزاتهم بالفعل والكلام في الاسبوع الواحد تفوق سلبيات رادوي طوال تجربته مع فريقه.
نحن لا ننكر ان للاعب سلبيات وطبيعي ان يحدث منه هذا الشيء كما هم بقية اللاعبين لأسباب مرتبطة بالمنافسة وقوتها وتعامل الطرف الاخر والضغوطات التي تنقل معه من الملعب الى حياته الخاصة، وهناك لاعبون اخرون فعلوا اشد مما فعله ولم يلتفت لهم أحد، ولكن هذا لا يخول للبعض محاربة هذا اللاعب الذي يعد واحدا من ابرز "الاجانب" الذين مروا على الملاعب السعودية واثروا في ملاعبها، ومع الاسف ان من حاربه لم يضع نصب عينيه مصلحة التنافس والارتقاء به ولكنه كرس وقته وجهده كيف يخرج رادوي وينهي علاقته بالهلال؟، وكل الخوف ان تعكس هذه النماذج المتأزمة والمضطربة سمعة سيئة ليس عن الرياضة السعودية انما عن المجتمع ككل، لأنها لم تكلف نفسها بابراز العمل الايجابي ووضع الانسان السعودي بصورة الانسان المتسامح دون المساومة على معتقده ودينه وبلده.
تصوروا لو كان لاعب اجنبي يأتي الينا ويتعرض لما تعرض له رادوي، اليس في ذلك تشوبه للوسط الرياضي وتأكيد على انه مجتمع محتقن ومنلفت وغير حضاري، ولا يؤمن بخصوصيات الطرف الاخر خصوصا عندما يختلف معه او يغار منه، وماذا لو تحول رادوي الى التأليف بعد اعتزاله واصدر كتابا بعنوان "تجربتي في الملاعب السعودية" وركز على السبليات هنا ولم يذكر الايجابيات مثلما ركز البعض على سلبياته وتجاهلوا ايجابياته، اعتقد ان في ذلك تشويها للمجتمع الرياضي لا يستند الى واقع، انما بسبب القلة الذين اشبه بالتفاحة الفاسدة!