جــــــــــــــازان نيــــوز : عبدالله الثوري السبيعي (متابعات)
في لقاء اتسم بالشفافية والصراحة، بدأ الأمير متعب بن عبدالله حديثه في إثنينية عبدالمقصود خوجة بالتحيات التي حمَلها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ناقلا عن الملك قوله: “سلّم لي على الأخ العزيز عبدالمقصود، واحمل سلامي أيضا إلى جميع الحاضرين”. ثم علّق على المقدمة التي ألقاها المذيع محسن العتيبي قائلا: “نسيت بعض ما ذكره الأخ محسن، لكن لقاء الأحبّة يذكّر دائما”.
وكانت الأمسية التي أقيمت الاثنين الماضي، حظيت بحشد كبير من الجمهور والمثقفين والشعراء والإعلاميين ووجهاء المجتمع، واستهلها عبدالمقصود خوجة بكلمة موجزة تطرّق فيها إلى الخصال الحميدة التي يتمتع بها الأمير أو الفارس النبيل كما سمّي، ثم تحدث الدكتور عبدالله مناع مشيدا بالضيف وشفافيته ورحابة صدره.
وبناء على رغبته في أن تكتسب الجلسة طابع الحرية في التعبير والرأي، طلب من الحضور أن يكون الحوار مفتوحا بصيغة أسئلة وأجوبة، حيث تفاعل مع الأسئلة بتلقائية وانفتاح، فأجاب بتأثر واضح عن سؤال “شمس” عن قيمة الوطن والمواطن في عيني خادم الحرمين الشريفين: “سأذكر لكم ما قاله لي والدي ذات مرة في جلسة خاصة: يا متعب، ربما تعتقد أنك أغلى الناس عندي، لكن الحقيقة أن هناك ثلاثة هم أغلى منك، الله ثم الوطن والمواطن، فهم أغلى عندي من نفسي. فقلت له حفظه الله: اعتبرني مواطنا قبل أن أكون أحد أبنائك حتى أنال هذا الحب الكبير”. ثم أردف مؤكدا: “أقسم بالله إن المواطن السعودي أغلى على خادم الحرمين الشريفين من روحه، وأقسم بالله إنني أتكلم بما اطلعت عليه شخصيا”.
وفي معرض إجابته عن بعض الأسئلة التي تتعلق بمهرجان الجنادرية، أكد حق المرأة في المشاركة، كما أشار إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بنفسه في البحث عن شاعرة سعودية لكتابة نص الأوبريت، مستغربا تخوّف الشاعرات من هذه الخطوة.
وفي السياق نفسه، أعلن أن الباب مفتوح أمام المواطن والمواطنة لإبراز مواهبهم وإرسال أعمالهم الشعرية إلى اللجنة الخاصة التي تتولى عملية اختيار الأفضل منها.
واستجابة لرغبة الحضور في الكشف عن بعض تفاصيل المهرجان، أوضح أن الجنادرية هذا العام ستحظى بحضور شخصيات عالمية رفيعة منها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وولي عهد بريطانيا تشارلز، ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد.
وفي سؤال حول إمكانية تغيير مقر انعقاد مهرجان الجنادرية إلى مناطق أخرى في السعودية، قال: “الجنادرية ليست برنامجا ينقل من مكان لآخر، بل مهرجان متكامل يجمع الوطن في مكان واحد، ونحن مستعدون تماما لتسهيل إجراءات الراغبين في الحضور”.
كما أشار في معرض حديثه عن أندية الفروسية وتخصيص جزء منها للنساء، فقال: “كثير من فتياتنا أثبتن التميز والتفوق في المحافل الدولية، والأندية تفتح أبوابها الآن للنساء بترحاب بالغ، فمن حق المرأة أن تشتري وتمتلك الخيل”.
وحتى فيما يتعلّق بقيادة المرأة للسيارة، لم يكن معارضا للفكرة بصورة عامة، لكنه يفضّل ألا تخوض زوجته أو ابنته هذه التجربة قبل أن يصحح المجتمع مفاهيمه ويتخلى الشباب عن المشكلات التي يثيرونها كل يوم.
وحول آلية الانضمام إلى الحرس الوطني، أكد أن أبوابه مفتوحة للسعوديين جميعا دون أي اعتبار للحسب والنسب والطبقة والمذهب والمنطقة: “فهو حق لكل من يحمل الجنسية السعودية التي تقاس بمدى إخلاص المواطن واستعداده لخدمة الوطن وتفانيه في خدمته”.
وفي لفتة طريفة، توجّهت إحدى الحاضرات إليه بسؤال عن تصوّره لحياته بعد التقاعد، أجاب بعفوية: (ادعي لي أن أصل إلى هذه المرحلة بخير وسلامة).
ثم تحدث عن ذكرياته في المدرسة النموذجية في الطائف التي ارتادها في مرحلة مبكرة من حياته، فقال: “هي فترة تتطلب جلسة مطولة لأنها حافلة بالذكريات، ولا شك أن هذه المدرسة كان لها دور محوري في حياتي الخاصة، وأنا سعيد جدا أن أشاهد اليوم كثيرا من أساتذتي الذين درّسوني في هذه المدرسة موجودين في هذه الأمسية”.
وحول ما قيل عن قرضه الشعر، أكد: “أنا أتذوق الشعر وأحبه، لكنني أميل إلى الشعر الذي يجمع ولا يفرق، الشعر الذي يتفاعل مع الوطن لا القبيلة، فرغم محبتنا للقبيلة يبقى اعتزازنا بالوطن أغلى وأهم، فنحن سعوديون أولا وأخيرا.